
د. ثامر العبادي
في زمن تغيب فيه النماذج التي تقدم المصلحة العامة على الشخصية، يبرز المحامي الأستاذ محمود الشعار كأحد الوجوه النقابية البارزة، ليس بالضجيج الانتخابي ولا بالوعود الرنانة، بل بمواقف أصيلة عنوانها الإيثار والدعم الهادئ لما يؤمن به من مبادئ.
دور يتجاوز الترشح
لم يكن الأستاذ الشعار بحاجة إلى موقع انتخابي ليثبت حضوره؛ فحضوره متجذر في أروقة العدالة، وبين زملائه المحامين الذين لمسوا في شخصه روح الفريق والعمل الجماعي. لم يدخل المنافسة من باب الطموح الفردي، بل اختار أن يقف في صف المرشح الذي وجد فيه الأفضل للمصلحة العامة، مجسدًا بذلك مفهوم “الدعم المسؤول”.
الإيثار كمبدأ نقابي
أن تدعم دون أن تنتظر مقابلًا، وأن تؤمن أن نجاح زميلك هو نجاح للجسم النقابي كله، هذا ما جسّده الشعار في حملته الانتخابية الداعمة. لم يكن صوتًا هامشيًا في الزحام، بل قائدًا أخلاقيًا يوجه بوصلة الحوار نحو ما يحتاجه المحامون حقًا: كرامة المهنة، استقلال النقابة، وعدالة التمثيل.
خطاب بناء في زمن الانقسام
بينما انشغل البعض بخطاب التنافس والتجاذب، اختار الشعار أن يكون جسرًا بين الطموحات، وضميرًا حيًا بين التيارات. كانت رسائله واضحة: فلنختلف بأسلوب راقٍ، ولنضع النقابة فوق الجميع. وهكذا، تحول من داعم انتخابي إلى مرجعية أخلاقية تُحتذى في إدارة الخلاف والعمل المشترك.
رسالة أعمق من الانتخابات
محمود الشعار لا يرى في الانتخابات محطة لحصد الأصوات فقط، بل منصة لتجديد الخطاب المهني، وإعادة الاعتبار للدور الحقيقي لنقابة المحامين كمظلة حماية وعدالة للمحامي والمجتمع. من هنا، كان وجوده رافعة للقيم، لا مجرد اسم في قائمة دعم.
⸻
كلمة أخيرة
في مشهد انتخابي مشحون، يكون من السهل أن تذوب المبادئ تحت ضغط المنافسة. لكن الأستاذ محمود الشعار اختار الطريق الأصعب: أن يبقى وفيًا لضميره، داعمًا بصدق، ومؤثرًا بلا ضجيج. هكذا تُبنى الانتخابات… وهكذا يُصنع الفارق