
962 – دعت سورية، شركات النفط الدولية، التي كانت تعمل في البلاد سابقًا، إلى العودة إليها، والمُساهمة في تطوير القطاع بخبراتها واستثماراتها، بعد قرار الاتحاد الأوروبي برفع عقوبات عن قطاع الطاقة، وفق وزير النفط والثروة المعدنية، غياث دياب، اليوم الأربعاء.
ووافق الاتحاد الأوروبي، أول من أمس، على تعليق جُزئي لعدة عُقوبات تُطال صناعة الطاقة السورية، بما في ذلك إلغاء الحظر على استيراد النفط الخام من البلاد، وتصدير التكنولوجيات إلى صناعة النفط والغاز، مشيرًا إلى أنه سيُنهي القيود المفروضة على تمويل استكشاف أو تكرير النفط، وبناء محطات طاقة جديدة.
في العام 2005، فرضت الولايات المُتحدة الأميركية، حُزمة من العقوبات الاقتصادية على سورية، لتبدأ الشركات الأجنبية الكُبرى تنسحب تدريجيًا من سورية، ببيع أصولها لشركات صينية أو هندية، وصولًا للعام 2011، حيث فرضت عُقوبات دولية مُباشرة على قطاع النفط السوري، لتُعلن أغلب الشركات عن توقف عملياتها وتغادر سورية.
وأنهكت الحرب، قطاع النفط والغاز، ضمن انهيار الاقتصاد بوجه عام، وحوّلت سورية إلى مُستورد للطاقة، إذ باتت دمشق تعتمد على الاستيراد لتأمين 95 % من احتياجاتها النفطية.
وحسب تقديرات رسمية، تستورد البلاد نحو 5 ملايين برميل شهريًا، أو ما يزيد على 160 ألف برميل يوميًا، بعدما كانت تُصدّر 150 ألفًا من الخام يوميًا قبل العام 2011.
رفع العقوبات يُعزز إعادة إعمار سورية
واعتبر دياب أن الشركات سيكون لها دور مُهم في تحقيق التنمية والنهوض بقطاع النفط والغاز في البلاد، قائلاً “نثق بأن سورية بمواردها الغنية وإرادة شعبها ستستعيد مكانتها في مجال الطاقة مُتجاوزةً كُل الصعوبات والتحديات الراهنة”.
وبلغ إنتاج سورية النفطي نحو 400 ألف برميل يوميًا في الفترة بين عامي 2008 و2010، لكن بعد نشوب الحرب هوى الإنتاج ليصل إلى حوالي 15 ألف برميل يوميًا في 2015، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وفي العام 2023، وصل إنتاج النفط الخام أقل من 30 ألف برميل يوميًا.
ويُمثل قرار الاتحاد الأوروبي، برفع العقوبات، خُطوة إيجابية نحو إعادة بناء الاقتصاد الوطني، وتعزيز الاستقرار، لكون قطاع الطاقة أحد الأعمدة الأساسية، التي يُمكن أن تُسهم في إعادة إعمار سورية، بحسب دياب.
واستأنفت قوات سورية الديمقراطية “قسد”، توريد النفط إلى الحكومة السورية، عبر نقل الخام من حقول الحسكة ودير الزور، بصهاريج إلى مصافي التكرير في حمص وبانياس، الأسبوع الماضي.
وكان دياب أعلن، يوم الجمعة الماضي، عن بدء الإنتاج من بئر “تيأس 5” للغاز في ريف حمص، بطاقة تبلغ 130 ألف متر مُكعب يوميًا، مُشيرًا إلى ربط إنتاج البئر الجديد بالشبكة الغازية، بهدف “دعم محطات توليد الطاقة الكهربائية”.
وكانت سورية تُنتج 30 مليون متر مُكعب يوميًا من الغاز قبل 2011، لكن الإنتاج انخفض إلى 10 ملايين متر مُكعب يوميًا، بسبب الحرب، بما يقل عن احتياجات سورية لتشغيل محطات الكهرباء البالغة 18 مليون متر مُكعب يوميًا. -(بلومبرغ)