الاستثمار

ترامب والعرب الأمريكيون: حلف انتخابي غير متوقع يعيد تشكيل الخريطة السياسية


962 الإخباري – لم يكن من المتوقع أن يصبح العرب الأمريكيون أحد مفاتيح فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن هذا ما حدث فعلاً. ففي تحول انتخابي لافت، نجح ترامب في اختراق القاعدة التقليدية للحزب الديمقراطي بين صفوف الجالية العربية، ليحصد دعماً مهماً أسهم في عودته إلى البيت الأبيض.

لطالما كان العرب الأمريكيون، تاريخيًا، أقرب إلى الديمقراطيين بحكم مواقفهم المنفتحة تجاه الهجرة وبرامج الدعم الاجتماعي، وبفعل الإرث السلبي للجمهوريين بعد أحداث 11 سبتمبر وحرب العراق. لكن ترامب كسر هذا النمط خلال حملته الأخيرة، من خلال مخاطبة الجالية بشكل مباشر، وزيارات ميدانية متكررة إلى ولايات رئيسية، أبرزها ميشيغان، التي تعد المعقل الأكبر للعرب في الولايات المتحدة.

في ديربورن، القلب النابض للجالية، قدّم ترامب نفسه كمرشح السلام، متعهداً بوقف الحروب وعلى رأسها الحرب في غزة. وكان لهذا الخطاب أثر بالغ، خاصة لدى ناخبين مثل سمراء لقمان، الأمريكية من أصول يمنية، التي التقت ترامب شخصيًا، ووصفت وعوده بأنها كانت “شخصية وصادقة”.

ومع تنامي القلق داخل الجالية العربية من سياسات الديمقراطيين التقدمية، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الهوية الجنسية والتدخل في المناهج التعليمية، بدأ الكثيرون يرون في ترامب ممثلًا لأجندة اجتماعية أكثر توافقًا مع قيمهم المحافظة.

الأب غريغوري، كاهن لبناني الأصل، تحدث عن تنامي هذا التقاطع بين المحافظين من العرب ومواقف ترامب الثقافية، رغم الخلاف حول بعض الإجراءات الصارمة في ملف الهجرة، والتي يرى مؤيدو ترامب أنها مبررة لحماية الأمن القومي.

وفي مشهد يعكس تنوع القاعدة المؤيدة لترامب، يبرز اسم الشيخ هاشم الحسيني، الذي كان مرشحًا للصلاة في حفل تنصيبه قبل استبعاده لاحقًا بسبب مواقف مثيرة للجدل، لكنه لا يزال مؤيدًا لترامب بشدة، ويصفه بأنه “قائد قادر على الاستماع”.

أما واصل يوسف، وهو ناشط من أصل سوري في منظمة “أمريكيون من أجل السلام”، فقد عبّر عن قلقه من بعض السياسات الاقتصادية، لكنه شدد على أن ترامب يبقى خيارًا أفضل، مشيرًا إلى أنه يتمتع بصفات الزعيم القوي القادر على اتخاذ قرارات حاسمة.

وترى فَي نمر، المديرة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية للشرق أوسطيين، أن العلاقة مع ترامب يجب أن تبقى مشروطة بمدى وفائه بوعوده، خصوصاً فيما يتعلق بفلسطين، لكنها تؤمن بأنه الوحيد القادر على إيجاد تسوية عادلة.

العلاقة بين ترامب والعرب الأمريكيين لا تقوم فقط على توافق سياسي، بل على شعور متزايد بأن هذا الرئيس يفتح قنوات التواصل معهم، ويمنحهم موقعًا في معادلة التأثير، وهو ما لا يجدونه بنفس القدر لدى منافسيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button