الاستثمار

الألمنيوم: معدن المستقبل وفرصة استثمارية في زمن التغيرات الصناعية

962الإخباري– في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو تقنيات المستقبل، يظهر الألمنيوم كمعدن متعدد الاستخدامات يحمل فرصًا استثمارية واعدة. هذا المعدن الخفيف المقاوم للتآكل والقابل لإعادة التدوير يدخل في صناعات الطيران والسيارات والإلكترونيات والتعبئة وحتى الطاقة، ما يجعله عنصراً أساسياً في الاقتصاد العالمي المتغير.

تستخدم الطائرات التجارية مثل بوينغ 737 أو إيرباص A320 نحو 15 طناً من الألمنيوم في هيكلها، فيما تحتوي الطائرات الأكبر مثل إيرباص A380 على ما يصل إلى 80 طناً. في السيارات، نجد أن الطرازات الكهربائية تحتوي على ما بين 250 إلى 400 كيلوغرام من الألمنيوم، مقارنة بـ150 إلى 250 كيلوغراماً في السيارات العادية، مما يعكس أهمية هذا المعدن في تقليل الوزن وتحسين كفاءة استهلاك الوقود.

ولا يقتصر استخدامه على النقل فقط، بل يشكل الألمنيوم مادة أساسية في صناعة علب المشروبات، حيث يُستهلك نحو 8 ملايين طن سنويًا في قطاع التعبئة والتغليف فقط. كما يدخل في تصنيع الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر بسبب خفة وزنه وقدرته على توصيل الحرارة والكهرباء، حيث يحتوي هاتف ذكي مثل “آيفون 14” على 24 غراماً من الألمنيوم.

وتتربع الصين على عرش إنتاج الألمنيوم العالمي بحصة تتجاوز 59%، تليها الهند وروسيا وكندا والإمارات والبحرين، ما يبرز أهمية التحولات في السياسات الصناعية للدول الكبرى على الأسعار العالمية.

توقعات الأسعار للعام 2025 تعكس رؤيتين متناقضتين. الأولى تشير إلى احتمال انخفاض الأسعار في الربع الثالث إلى نحو 2000 دولار للطن نتيجة التباطؤ الاقتصادي وزيادة الرسوم الجمركية، بينما يتوقع سيناريو آخر ارتفاعها إلى 2573 دولاراً للطن بسبب عجز متوقع في السوق ونمو الطلب على المعادن في الصناعات النظيفة والسيارات الكهربائية.

الاستثمار في الألمنيوم يمكن أن يتم عبر أسهم شركات الإنتاج الكبرى، أو من خلال صناديق متداولة في البورصات تركز على المعادن الأساسية، أو حتى عبر العقود الآجلة للمستثمرين المتخصصين.

لكن كأي استثمار، يحمل الألمنيوم مخاطره، منها التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية، إضافة إلى تأثير الأزمات مثل الحروب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. لذلك يجب على الراغبين في الاستثمار متابعة المؤشرات الاقتصادية والتطورات التقنية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button