
962-نيوريوك
رجحت أكبر شركة مستقلة لتجارة الطاقة في العالم، استمرار الطلب على النفط العالمي بذات الوتيرة الحالية حتى عام 2040 ، في إشارة جديدة إلى أن الاقتصادات ستواجه صعوبة في تقليل اعتمادها على البترول.
وفي تقرير حديث لها قالت شركة فيتول ، التي تتداول نحو 7% من إمدادات النفط العالمية يومياً، إنها تتوقع أن يصل الطلب العالمي إلى ذروته عند نحو 110 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية هذا العقد، قبل أن يتراجع إلى المستويات الحالية البالغة نحو 105 ملايين برميل يومياً في عام 2040.
وجاء في تقريرها حول التوقعات طويلة الأجل للطلب، أن “الطلب في عام 2040 سيكون مماثلاً لما هو عليه اليوم”، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها الشركة المملوكة للقطاع الخاص عن حساباتها الداخلية بشأن الطلب على الطاقة.
وتختلف هذه التوقعات عن تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي تتوقع وصول الطلب على النفط إلى ذروته عند 105.6 ملايين برميل يومياً في عام 2029. كما تتباين مع توقعات شركة بي بي البريطانية، التي أشارت في تقريرها عن توقعات الطاقة في يوليو تموز إلى أن الطلب على النفط سيصل إلى مرحلة الاستقرار في نهاية هذا العقد قبل أن ينخفض إلى نحو 91.4 مليون برميل يومياً بحلول 2040.
ومع ذلك، كانت هذه التقديرات أعلى بنسبة 6% من توقعاتها السابقة، ما يشير إلى أن بي بي تتوقع أيضاً انتقالاً أبطأ في قطاع الطاقة مقارنة بالتقديرات السابقة.
التوسع في الطاقة النظيفة لم يحد بعد من الطلب القوي على النفط عالميا
تعكس الفجوة بين التوقعات المختلفة التحديات التي تواجه تقدير الطلب العالمي على النفط على المدى الطويل، لا سيما مع عدم اليقين بشأن سرعة تبني تقنيات جديدة مثل السيارات الكهربائية والوقود المستدام للطيران.
وتأتي النظرة المتفائلة لشركة فيتول بعد أسابيع من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، حيث تعهد بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري. وأشارت الشركة إلى أن النمو السكاني، والنمو الاقتصادي، والتوسع الحضري سيظل داعماً للطلب على النفط، رغم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات الكربونية عبر التحول إلى مصادر طاقة أنظف.
وقالت فيتول إن استهلاك بعض المنتجات النفطية، مثل البنزين، من المتوقع أن ينخفض، حيث تتوقع تراجع الطلب العالمي عليه بنحو 4.5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040، مع انخفاض الاستهلاك في الصين بالفعل نتيجة الانتشار الواسع للسيارات الكهربائية.
ومع ذلك، أشارت الشركة إلى أن هذا التراجع سيتم تعويضه بزيادة الطلب على المنتجات البلاستيكية المصنوعة من البتروكيماويات، بالإضافة إلى ارتفاع استهلاك الغاز النفطي المسال كوقود للتدفئة والطهي في الاقتصادات النامية.
ووفقاً لتحليل فيتول، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط من قطاع البتروكيماويات بمقدار 6 ملايين برميل يومياً بحلول 2040، ليشكل خُمس الاستهلاك العالمي للنفط. كما يُتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز النفطي المسال بنحو 1.7 مليون برميل يومياً خلال هذه الفترة، مع انتقال المزيد من سكان الدول النامية من الوقود الصلب، مثل الفحم النباتي، إلى الغاز المعبأ في أسطوانات.
وتُعد فيتول من بين أكثر المتداولين تفاؤلاً بشأن قوة الطلب على النفط على المدى الطويل، حيث استحوذت العام الماضي على أكبر مصفاة تكرير مستقلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.