أخبار الأردن

السجائر الإلكترونية تغزو المدارس… و وزارتا التربية والصحة تتحركان لوقف الظاهرة.

962 الإخباري- مع تزايد انتشار السجائر الإلكترونية “الفيب” بين المراهقين على المستويين المحلي والعالمي، أصبحت هذه الظاهرة تطرق أبواب المدارس وتشكّل تهديدًا حقيقيًا للبيئة التعليمية والصحية للطلبة. وفي مواجهة هذا التحدي، بدأت المؤسسات المعنية في الأردن، وعلى رأسها وزارتي التربية والتعليم والصحة، باتخاذ إجراءات وقائية وتوعوية صارمة، تهدف إلى التصدي لهذه السلوكيات الخطيرة قبل تفاقمها.

تشير وزارة التربية والتعليم إلى أن انتشار السجائر الإلكترونية بين الطلبة يُعد مصدر قلق تربوي وصحي، مما دفعها إلى إعداد وتنفيذ خطط إرشادية سنوية تتضمن برامج توعية وتثقيف، تُنفذ بالتعاون مع المرشدين التربويين وأقسام الإرشاد في المدارس.

تتضمن هذه البرامج تدريب المرشدين سنويًا على أحدث أساليب التوعية ضد أخطار التدخين، وتوزيع أدلة إرشادية تركز على تنمية المهارات الحياتية لدى الطلبة مثل الثقة بالنفس، اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية. كما يتم تضمين أنشطة توعوية ضمن الخطط المدرسية بهدف الوقاية من المشكلات الاجتماعية والسلوكية وعلى رأسها التدخين.

وفي ما يتعلق بالإجراءات التأديبية، أكدت الوزارة أن هناك عقوبات تصاعدية تطبّق على الطلبة الذين يُضبط بحوزتهم سجائر إلكترونية، تبدأ بالتنبيه والإنذار، وقد تصل إلى النقل التأديبي في حال تكرار المخالفة، مع الحفاظ على حق الطالب في التعليم ضمن بيئة صحية وآمنة.

دور الأهل جوهري في هذه المنظومة؛ إذ يُطلب منهم المتابعة الواعية والتوجيه المستمر، إلى جانب تعزيز الحوار والثقة مع أبنائهم، باعتبار أن الرقابة الأسرية تمثل خط الدفاع الأول في التصدي لهذه الظواهر السلبية.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الصحة أن من أبرز أسباب انتشار “الفيب” بين المراهقين هو تنوع النكهات والإصدارات الجذابة التي تستهدف الفئات العمرية الصغيرة، خصوصًا ما بين 12 و17 عامًا. كما شددت الوزارة على دورها في الرقابة على محال بيع التبغ، حيث نفذت أكثر من 35 ألف حملة تفتيش ميدانية بالتعاون مع وزارة الداخلية خلال عام 2024، أسفرت عن إغلاق محال ومخالفة أخرى بسبب بيع التبغ للقاصرين أو قرب المدارس، في مخالفة لقانون الصحة العامة.

وأوضحت الوزارة أن قانون ترخيص محلات بيع التبغ يخضع لأحكام البلديات، لكنه يشترط عدم فتح أي محل لبيع التبغ على مسافة تقل عن 250 مترًا من المدارس، إضافة إلى التزام المحلات بالتعليمات الصحية الصارمة.

وعلى الصعيد النفسي، يحذر خبراء في علم النفس التربوي من أن الدوافع النفسية وراء تجربة “الفيب” لدى الطلبة تعود إلى الرغبة في الاستكشاف، وضغط الأقران، والتأثر بالإعلانات، والرغبة في التمرد أو الهروب من الضغوط. ويؤكدون أن الحل لا يكمن فقط في العقاب، بل في بناء وعي داخلي لدى الطالب من خلال التوجيه الإيجابي، والحوار الأسري، والقدوة السلوكية.

السجائر الإلكترونية لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تهديدًا يتطلب تعاونًا مؤسسيًا وأسريًا فوريًا. ومع تكاتف جهود وزارتي التربية والصحة، وتكثيف الرقابة على محال البيع، يبقى الرهان الأكبر على وعي الأسرة في حماية أبنائها، وترسيخ ثقافة الرفض لهذه السلوكيات. فالوقاية تبدأ من البيت، والمدرسة هي الساحة الأولى لحماية الجيل القادم من الانجراف خلف هذه العادات الخطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button