الشحن الجوي والبحري

أميركا تُحقق بأسباب اختناقات الممرات الملاحية

التحقيق يستهدف الكشف عن دول أو شركات تخلق ظروفًا غير مواتية للشحن الأميركي

* العقوبات تتضمن فرض رسوم بمليون دولار أو منع السُفن من دخول الموانئ الأميركية

* قناة السويس تُعاني من تأخيرات مُتكررة بسبب ضيق مسارها واتجاهها الأحادي بمناطق

962 – أعلنت لجنة الشحن البحري الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، عن فتح تحقيق في نقاط الاختناق البحرية العالمية لتقييم ما إذا كانت أي دولة أو شركة شحن بحري أو مشغّل بحري آخر يخلق ظروفاً غير مواتية للشحن الأميركي والتجارة الخارجية.

وقالت اللجنة في السجل الفيدرالي، أمس الجمعة، “إن الأحداث الأخيرة أشارت إلى أن القيود المفروضة على العبور في عدة مواقع حاسمة في سلسلة التوريد البحرية العالمية قد أدت إلى ظروف تستدعي تحقيقاً من قبل اللجنة”.

وأضافت أن هذه القيود أثرت على عمليات العبور عبر القناة الإنجليزية، ومضيق ملقا، والممر البحري الشمالي، ومضيق سنغافورة، وقناة بنما، ومضيق جبل طارق، وقناة السويس.

تحركات ترمب
يأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً فيما يتعلق بالصناعة البحرية العالمية، بما في ذلك اقتراح من مكتب الممثل التجاري الأميركي يهدف إلى الحد من هيمنة الصين على صناعة بناء السفن.

وقالت المحامية السابقة في لجنة الشحن البحري الفيدرالية، لورين بيغن، إن “هذه السلطات تمنح اللجنة الفيدرالية القدرة على اتخاذ إجراءات تصحيحية إذا وجدت ظروفاً غير مواتية في قطاع الشحن”.

وأضافت أن هذه الإجراءات قد تشمل فرض رسوم تصل إلى مليون دولار لكل رحلة، أو تقييد مشاركة الشركات في الاتفاقيات المُودعة لدى اللجنة مثل التحالفات البحرية، أو منع السفن التي ترفع أعلاماً أجنبية من دخول الموانئ الأميركية.

وأوضحت بيغن، الرئيسة التنفيذية لمنصة التعليم الإلكتروني “ذا ماريتايم بروفيسور” (The Maritime Professor)، أن هذا التحقيق قد يؤثر على جزء كبير من أسطول الشحن التجاري العالمي، قائلة: “يمكن اعتبار هذه الصلاحية من بين أقوى السلطات التي تمتلكها اللجنة الفيدرالية، ويبدو أنهم يستعدون لاستخدامها في هذا التحقيق الذي تم الإعلان عنه للتو”.

بالإضافة إلى القناة الإنجليزية ومضيق ملقا ومضيق جبل طارق، تشمل نقاط الاختناق البحرية الأخرى قيد التحقيق وهي، الممر البحري الشمالي، الذي يوفر طريقاً مختصراً بين أوروبا وآسيا، ويمكن أن يعيد تشكيل التجارة العالمية مع زيادة فترات خلو مياهه من الجليد. وبحسب الإشعار فقد “أثار هذا الأمر تنافساً على السيادة، حيث تسعى روسيا إلى فرض سيطرتها على أقصر طريق بحري بين أوروبا وآسيا وفرض رسوم مرور، بينما تدفع دول أخرى نحو إتاحة الوصول الدولي”.

كما يشمل كذلك، قناة بنما، التي تأثرت مؤخراً بالجفاف، مما تسبب في فترات انتظار طويلة واضطرابات مكلفة لشركات الشحن. وأشارت اللجنة إلى أن “إجراءات معالجة الظروف غير المواتية للشحن في التجارة الخارجية الأميركية قد تشمل رفض دخول السفن المسجلة في البلدان المسؤولة عن هذه الظروف إلى الموانئ الأميركية”.

إضافة إلى مضيق سنغافورة، حيث تواجه السفن الكبيرة خطر الجنوح في المياه الضحلة، بينما تزيد الأحوال الجوية غير المتوقعة من تحديات الملاحة البحرية. وذكرت اللجنة أنه “رغم انخفاض معدل القرصنة، لا تزال هناك تهديدات أمنية، بما في ذلك عمليات الخطف والسرقة في المناطق النائية، بالإضافة إلى مخاطر الاضطرابات الناجمة عن التوترات السياسية الإقليمية”.

ويتضمن التحقيق أيضاً، قناة السويس، التي تُعد شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية، لكنها تعاني من تأخيرات متكررة بسبب ضيق مسارها المائي واتجاهها الأحادي في بعض المناطق، خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة. وقد تسببت حوادث مثل جنوح السفينة “إيفر غيفن” العام 2021، والهجمات الأخيرة على السفن التجارية من قبل الحوثيين، في تعطيل سلاسل التوريد العالمية.

وأعلنت اللجنة الفيدرالية أنها تطلب تعليقات خلال الـ60 يوماً القادمة حول أسباب القيود في نقاط الاختناق البحرية المذكورة، ومدى مسؤولية الحكومات الأجنبية أو مالكي ومشغلي السفن عن هذه المشكلات. -(بلومبرغ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button