الشحن الجوي والبحري

بكين: خطة بيع موانئ قناة بنما لـ”بلاك روك” خيانة للشعب الصيني

962 – انتقدت الصين بشدة اقتراح بيع موانئ في قناة بنما إلى شركة بلاك روك الأميركية لإدارة الأصول، ووصفت الصفقة بأنها «تملق جبان» و«خيانة» للشعب الصيني.

ونشرت صحيفة “Ta Kung Pao”، المملوكة للدولة، تعليقًا لاذعًا على الصفقة، وأعيد نشره لاحقًا على موقع مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو التابع للحكومة الصينية، أمس الخميس، ما أدى ذلك إلى تراجع أسهم شركة (CK Hutchison)، المالكة للموانئ ومقرها هونغ كونغ، بأكثر من 6 %، اليوم الجمعة.

ورأى محللون أن هذا الانخفاض يعكس مخاوف بعض المستثمرين من أن الصفقة قد لا تكتمل في حال اعترضت بكين عليها.

وقال كبير محللي الأسهم في شركة (Morningstar)، دان بيكر، ليس من الواضح ما إذا كانت موافقة الجهات التنظيمية الصينية مطلوبة، نظرًا لأن CK Hutchison ستحتفظ بجميع موانئها الحالية في الصين.

وأضاف “لكن بالطبع، هناك احتمال أن تتدخل بعض الجهات الأخرى للتأثير على الصفقة، وهو ما قد يهدد إتمامها. السوق يبدو أنه يضع في حسبانه هذا الاحتمال”.

صفقة ضخمة تثير الجدل
الأسبوع الماضي، أعلنت مجموعة مستثمرين بقيادة بلاك روك عن صفقة بقيمة 22.8 مليار دولار للاستحواذ على موانئ بالوا وكريستوبال الواقعة على طرفي قناة بنما من CK Hutchison، كما وافقت المجموعة على شراء الحصة المسيطرة للشركة في 43 ميناءً آخر تضم 199 رصيفاً في 23 دولة، مع الإشارة إلى أن الصفقة لا تزال «اتفاقًا مبدئيًا».

يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سواء خلال حملته الانتخابية أو بعد وصوله إلى البيت الأبيض، صرّح بنيته «استعادة» قناة بنما من بنما، التي تولّت إدارتها العام 1999 بموجب معاهدة تم التفاوض عليها مع الولايات المتحدة قبل 20 عامًا.
واستشهد ترامب بملكية الصين لبعض عمليات الموانئ كدليل على أن بكين تسيطر فعليًا على القناة.

تحذيرات صينية قاسية
عند الإعلان عن الصفقة الأسبوع الماضي، اعتُبرت وسيلة مناسبة لشركة CK Hutchison، المدعومة من الملياردير الشهير لي كا شينغ، للتخلص من «ملف سياسي ساخن» مع تحقيق مكاسب مالية جيدة من بلاك روك وشركائها.

وقالت الشركة في ملف إفصاح بالبورصة في هونغ كونغ إنها تتوقع تحقيق أكثر من 19 مليار دولار نقدا من الصفقة، وهو مبلغ يفوق بكثير التقديرات السابقة لقيمة الموانئ.

لكن التعليق الحاد الذي نشرته الصحيفة الصينية المقربة من الحزب الشيوعي، قد يُعرقل الصفقة، إذ وصفت CK Hutchison بأنها تمارس «تملقًا جبانًا»، وتسعى وراء «الربح فقط»، متجاهلةً «المصالح الوطنية والعدالة القومية»، و«خيانة جميع الصينيين وبيعهم».

وأضافت الصحيفة «أمام حدث بهذه الأهمية ومسألة تتعلق بالعدالة، على الشركة المعنية أن تفكر مليًا في موقفها والجهة التي تقف إلى جانبها».

أهمية قناة بنما
تم بناء قناة بنما من قبل الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، واكتمل إنشاؤها العام 1914. ولعقود طويلة، ظلت القناة تحت الإدارة الأميركية إلى أن قررت إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر تسليمها إلى بنما بموجب معاهدة مثيرة للجدل، واجهت معارضة شديدة من الجمهوريين آنذاك.

اليوم، تُعتبر القناة ممرًا رئيسًا للتجارة العالمية، حيث يمر عبرها 4 % من إجمالي التجارة البحرية العالمية وأكثر من 40 % من حركة الشحنات الأميركية، كما تُعد مسارًا استراتيجيًا للسفن العسكرية الأميركية.

وعلى الرغم من المخاوف التي عبّر عنها ترامب، فإن القناة نفسها تُدار منذ العام 1999 من قبل بنما، وليس من قبل الصين. (سي إن إن الاقتصادية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button