
962 – على الرغم من مرور أعوام طويلة على ملف البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، والذي فجر بلبلة واسعة بعد اكتشاف إرسالها رسائل باستخدام أجهزة غير محمية أثناء فترة عملها، أعادت أحداث سورية الأخيرة الواقعة للواجهة.
الحرب السورية إيجابية لإسرائيل!
فقد كشفت رسالة وجدت على بريد الوزيرة الأرفع آنذاك، بتاريخ 23 تموز (يوليو) 2012، أن المُخابرات الإسرائيلية تقول إن انهيار سورية سيُشعل حربًا سنية شيعية من شأنها أن تعود بالنفع على إسرائيل.
ونشرت الرسالة نقلا عن موقع “ويكيليكس” الشهير، المُختص بنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية وتسريبات أخبارية مجهولة.
كما أضاف الموقع، نقلًا عن مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه، أن أجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية تعتقد أن نظيراتها الإسرائيلية مقتنعة بوجود جانب إيجابي للحرب في سورية، إذ ترى أنه إذا سقط نظام الأسد، ستفقد إيران حليفها الوحيد في الشرق الأوسط وستُعزل.
في الوقت نفسه، قد يُشعل سقوط نظام الأسد حربًا طائفية بين الشيعة والأغلبية السنية في المنطقة، ما قد يجرّ إيران إلى الداخل، وهو أمرٌ لا يُمثّل، في رأي القادة الإسرائيليين، أمرًا سيئًا لإسرائيل وحلفائها الغربيين.
وحسب رأي هذا المصدر، فإن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يُشتّت انتباه إيران وقد يُعيقها عن برنامجها النووي لفترة طويلة.
إضافة إلى ذلك، يعتقد بعض كبار مُحللي الاستخبارات الإسرائيلية أن هذا التحول في الأحداث قد يُشكل عاملًا في سقوط الحكومة الإيرانية الحالية آنذاك، في نهاية المطاف.
يأتي هذا الاكتشاف بينما تحاول إسرائيل منذ الثامن من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أي تاريخ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وحتى اليوم، إثارة البلبلة في سورية.
إذ لم تتوقف المُناكفات الإسرائيلية من التوغل جنوبًا، حتى الغارات الجوية التي لم تترك مخزن سلاح للجيش السوري إلا واستهدفته، حتى التهديد بتدخل مُباشر.
وهددت مرارًا بأنها لن تسمح بظهور أي تهديد على حدودها مع سورية، وزعمت أن سورية موطن لآلاف من عناصر حركتي حماس والجهاد الذين يسعون إلى إشعال الحدود وخلق جبهة إضافية ضدها، وفقًا لموقع “تايمز أوف إسرائيل”.
كما دعت أوروبا إلى ما أسمتها إدانة “حكام سورية”، قائلة إن “على أوروبا أن تُعلن موقفها بصوت عال وواضح بشأن عمليات القتل الجماعي للمدنيين العلويين والمسيحيين في سورية”.
وشددت على أنها مصممة على منع حدوث أي تطورات على الحدود، وأنها ستتدخل لما زعمت أنها “حماية الأقليات”.
بريد كلينتون!
يُذكر أن مسؤولين أميركيين كانوا قالوا إن هيلاري كلينتون أرسلت 22 رسالة عبر بريدها الإلكتروني باستخدام أجهزة غير محمية في منزلها وذلك خلال فترة عملها في الإدارة الأميركية.
وأكدت وزارة الخارجية حينها أن الرسائل كانت تتسم بدرجة عالية من السرية، ولا يمكن نشرها، غير أن المُتحدث باسم الوزارة جون كيربي وقتها، قال إنها لم تكن موسومة بوسم “سري للغاية” عندما تم إرسالها.
بدورها، اعترفت كلينتون أنها اقترفت خطأ أمنيًا باستخدامها خدمة رسائل إلكترونية خاصة من منزلها في نيويورك، لكن الرسائل المُعلنة أثارت حالة من القلق في وزارة الخارجية الأميركية بشأن التكنولوجيا والأنظمة المُستخدمة أثناء تولي كلينتون منصبها.
كما أن الضجة التي أثيرت لقلق العامة بشأن التزامها بنص وروح القواعد، كانت كبيرة جدًا. -(العربية نت)