
* الجمهوريون المُترددون يغيروا رأيهم بعد اتصال ترامب
* “النواب الأميركي” يُقر خطة الميزانية بأغلبية 217 صوتًا واعتراض 215 صوتًا
962 – تحسنت فُرص إقرار خطط خفض الضرائب، التي وضعها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد أن اعتمد الجمهوريون في مجلس النواب مُخططًا للميزانية، أمس الثلاثاء، يدعو إلى تخفيضات عميقة في برامج شبكة الأمان الاجتماعي.
وتمكن رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بمُساعدة سلسلة مُكالمات هاتفية أجراها ترامب في اللحظة الأخيرة مع الجمهوريين المُترددين، من التغلب على مُقاومة المُحافظين الماليين القلقين بشأن التأثير على عجز الميزانية، والمُشرعين المُتأرجحين في التصويت، بسبب قلقهم من خفض المُساعدات الغذائية والتغطية الصحية للفقراء والمُعوقين.
لا يضمن التصويت تمديد التخفيضات الضريبية، التي أقرها ترامب العام 2017، والتي انتهت صلاحيتها، فيما يُخطط مجلس الشيوخ لإجراء تغييرات على المُخطط قبل تمريره، وقد يُثير ذلك اعتراضات جديدة بين “جمهوريي النواب”.
جاء إقرار المُخطط، بعد أن دعا الجمهوريون فجأة للتصويت، بعد تعثرهم في البداية في مساعيهم للاستفادة من السيطرة الجمهورية الموحدة على واشنطن، لتسريع أجندة ترامب الضريبية والإنفاقية.
تمهيد لإقرار تخفيضات ترامب الضريبية
تُمهد الميزانية، التي أقرها مجلس النواب، الطريق لتخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار، وهو ما يكفي لدفع تكاليف تمديد التخفيضات مُنتهية الصلاحية.. لكن المبلغ ليس كافيًا لتغطية وعود حملة ترامب بإعفاء ضريبي إضافي.
ومن شأن هذا الإجراء، أن يزيد من عجز الميزانية، على الرغم من الدعوة إلى تخفيضات إجمالية للإنفاق بقيمة تريليوني دولار على مدى عشرة أعوام. كما أن من شأن الخطة أن ترفع سقف الدين الأميركي بمقدار 4 تريليونات دولار، ما يعني أن البلاد ستتجنب التخلف المُحتمل عن السداد الصيف المُقبل.
إلى ذلك، قال الجمهوريون بمجلس الشيوخ إنهم سيسعون إلى تخفيضات ضريبية أكبر، وقد يعترض بعض الجمهوريين على تأثير هذه التخفيضات على برامج شبكة الأمان الاجتماعي.
وأقر “النواب الأميركي” خطة الميزانية بأغلبية 217 صوتًا، مُقابل اعتراض 215 صوتًا، في حين عارضها جميع الديمقراطيين.
التركيز على برامج الحماية
تدعو ميزانية مجلس النواب إلى تخفيضات بقيمة تريليوني دولار، تُركز على برامج شبكة الأمان مثل “ميديكيد” (Medicaid) وطوابع الطعام، وتمويل التعليم، مع زيادة الإنفاق الدفاعي والحدودي بقيمة 300 مليار دولار.
سيأتي ما يقُرب من نصف تخفيضات الإنفاق (880 مليار دولار) من البرامج التابعة للجنة الطاقة والتجارة، التي تُشرف على “ميديكيد” و”أوباما كير” وبرامج صحية أُخرى.
وقد دعم زعماء الجمهوريين شروط العمل الخاصة بـ”ميديكيد”، وإنهاء المدفوعات غير الضرورية والمُبررة، لكن هذه التحركات لن تولد الأموال المطلوبة، ما يجعل الجمهوريين المُتأرجحين في حالة توتر بشأن إمكان تخفيض الفوائد والمدفوعات لمُقدمي الخدمات.
وقال جونسون، مُحاولًا إقناع المُعتدلين في كتلته بدعم الميزانية، “لا يذكر مشروع القانون ميديكيد حتى”.
تجاوز الديمقراطيين في مجلس الشيوخ
يُعتبر مُخطط الميزانية، الخطوة الأولى في عملية تسمح للجمهوريين بتجاوز الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بشأن التشريعات المُتعلقة بالضرائب والإنفاق.
وبدون ميزانية، سيتعين على الجمهوريين كسب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين على الأقل، لتمرير هذه التشريعات.
تصاعدت المُقاومة من قبل صقور المالية في الحزب، بعد أن أثار قطب التكنولوجيا، إيلون ماسك، الذي يرأس “إدارة الكفاءة الحكومية” في عهد ترامب، الشكوك حول مُخطط الميزانية في منشور على “إكس”، أول من أمس، حيث قال إن الخطة “تبدو سيئة”.
من جانبه، قال النائب عن ولاية كنتاكي، توماس ماسيه، إنه تحول من “الميل إلى قول لا”، نحو “الرفض بشكل حاسم”.
وباستخدام أساليب التسجيل التقليدية، فإن الميزانية ستسمح بعجز يبلغ نحو 3 تريليونات دولار على مدى عشرة أعوام، وفق لجنة الميزانية الفيدرالية المُستقلة.
الديمقراطيون يُعارضون الخطة
عارض جميع الديمقراطيين، الميزانية بحجة أنها تُعادل خفضًا ضريبيًا للأثرياء، يتم دفعه من خلال خفض البرامج المُخصصة للفقراء.
بدوره، قال الديمقراطي البارز في مجال الميزانية من ولاية بنسلفانيا، بريندان بويل، إنه لا توجد طريقة لتحقيق خفض 880 مليار دولار في الإنفاق المُتعلق بالصحة، من دون خفض برنامج “ميديكيد”، مُضيفًا “الحسابات واضحة تمامًا، سيكون هُناك مئات المليارات من التخفيضات في ميديكيد، وهي الأكبر في التاريخ الأميركي”.
يُذكر أن آخر مُهلة أمام الكونغرس لتمديد التخفيضات الضريبية للأفراد والشركات، والتي تم إقرارها في العام 2017 وانتهت صلاحيتها، هي 31 كانون الأول (ديسمبر) المُقبل. -(بلومبرغ)