
962 – أعلن حزب العُمال الكُردستاني، اليوم السبت، وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية لإلقاء السلاح وحلّ الحزب، وجّهها زعيمه عبدالله أوجلان من السجن، يؤمل بأن تُنهي عقودًا من النزاع الدامي.
وفي أول تعليق من الحزب على دعوة زعيمه التاريخي، قالت لجنته التنفيذية “من أجل المضي قدمًا في دعوة القائد آبو (لقب أوجلان) المُتمثلة في السلام والمُجتمع الديمقراطي، إننا نُعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارًا من اليوم”، وفق وكالة فرات للأنباء (ايه إن أف)، المؤيدة للحزب.
وأضافت “نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مُباشر، ونُعلن أننا سنلتزم بمُتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا”، مؤكدة أنّه “سنلتزم بمُتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضًا لضمان النجاح”.
وتابعت طلن تقوم أيّ من قواتنا بتنفيذ عمليات مُسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يُمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد آبو”.
وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المُتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابيا”. وأطلق تمردًا مُسلحًا ضد أنقرة العام 1984، لإقامة دولة للأكراد، الذين يُشكّلون حوالي 20 % من سكان تركيا، البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
ويُعدّ الأكراد أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة بالمنطقة، خصوصًا العراق وسورية وإيران.
وفيما أكد الحزب استعداده لتلبية الدعوة، شدد على أن تنفيذها لا يُمكن أن يتم ما لم يتمتع أوجلان المسجون منذ أكثر من ربع قرن، بالقدرة على “العيش والعمل بحرية جسدية”.
وشددت اللجنة التنفيذية على وجوب “ضمان تحقيق الظروف التي تمكن القائد عبدالله أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كُل من يُريد، بما في ذلك رفاقه، دون عوائق، ونأمل أن تفي مؤسسات الدولة (التركية) المعنية بمُتطلبات ذلك”.
وتابعت “لقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب على الرغم من كُل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن القائد آبو هو الوحيد القادر على إدارة حُقبة السلام والمجتمع الديمقراطي”.
فُرصة تاريخية
ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت مُحاولات عديدة لإنهاء النزاع، الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وبعد انهيار آخر جولة مُحادثات في العام 2015، لم يتمّ إجراء أي اتصال آخر لاستئنافها وصولا إلى تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما بادرت الحُكومة التركية إلى هذه العملية، عبر حليفها زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بهجلي.
وبينما دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقارب، كثّفت حُكومته الضغوط على المُعارضة، واعتقلت مئات السياسيين والناشطين والصحفيين.
وبعد عدّة اجتماعات مع أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، نقل حزب المُساواة وديمقراطية الشعوب، يوم الخميس الماضي، دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح، وعقد مؤتمر لإعلان حلّ الحزب.
ورأى أردوغان، أمس الجمعة، أن دعوة أوجلان الحزب إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه، تُشكل “فرصة تاريخية”، مؤكدًا أن أنقرة “ستُراقب عن كثب”، لضمان أن تصل المُحادثات لإنهاء التمرد إلى “نهاية ناجحة”، مُحذرًا من أي “استفزازات”.
وأضاف أردوغان “عندما تتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح، فإن مساحة السياسة في الديمقراطية ستتسع بشكل طبيعي”.
من جانبها، رحّبت وزارة الخارجية العراقية بدعوة أوجلان، مُعتبرة إياها “خطوة إيجابية ومُهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
ويُشكل وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق مصدرا مُتكرّرًا للتوتر بين بغداد وأنقرة.
وللحزب قواعد خلفية في مناطق جبلية بإقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وحيث تحتفظ تركيا أيضًا بقواعد عسكرية، وتُنفّذ في كثير من الأحيان عمليات برية وجوية ضدّ المُسلّحين الأكراد.
بدوره، رحب مظلوم عبدي، قائد قوات سوري الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، بدعوة أوجلان “الإيجابية”، لكنه أكّد أن قواته غير معنية بها.
كما لقيت الدعوة، ترحيب إيران التي رأت على لسان المُتحدث باسم وزارة خارجيتها إسماعيل بقائي إن “القرار خُطوة مُهمة نحو نبذ العنف”. -(القدس العربي، أ ف ب)