غير مصنف

الصليب الأحمر: غزة على شفا إنهيار إنساني شامل.

962 الإخباري- أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الخميس، تحذيراً شديد اللهجة من قرب انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة، وسط استمرار الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين. ووصفت اللجنة الأوضاع في القطاع بأنها “جحيم لا يُطاق”، مطالبةً بتحرك دولي فوري لوقف ما وصفته بـ”الفظائع غير المسبوقة” التي يتعرض لها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

وقال المدير العام للجنة، بيير كرينبول، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إن “ما يجري في غزة يشكك في جوهر إنسانيتنا”، مشددًا على أن منع دخول المساعدات “يتعارض جذرياً مع القانون الإنساني الدولي”، ويُعد خرقاً مباشراً لواجبات الأطراف المتحاربة تجاه المدنيين.

حصار مطبق ومعاناة شاملة

تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على القطاع منذ مارس/آذار الماضي، بعد استئناف عملياتها العسكرية، ما أدى إلى توقف شبه تام في دخول الغذاء، الدواء، الوقود والمياه الصالحة للشرب. ومع اشتداد الحصار، توقفت عشرات المطابخ الخيرية عن العمل الخميس، ما حرم مئات الآلاف من الأسر من وجبات يومية يعتمدون عليها للبقاء.

وأشار كرينبول إلى أن “الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية”، محذرًا من أن ما تبقى من إمدادات طبية ومساعدات إنسانية قد ينفد بالكامل، مضيفًا: “هناك شاحنات محملة بالمساعدات تقف عند حدود غزة، ويمكن إدخالها فورًا إن رُفعت القيود الإسرائيلية”.

تدهور في الميدان: الصحة والدفاع المدني عاجزان

بالتوازي مع ذلك، حذرت وزارة الصحة في غزة من أن النظام الصحي على وشك الانهيار، وأعلنت عن ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 52,760 شهيدًا، بالإضافة إلى 119,264 مصابًا، بينهم آلاف من النساء والأطفال. وسجلت الوزارة خلال 24 ساعة فقط، استشهاد 106 أشخاص، وإصابة 367 آخرين.

فيما أعلن الدفاع المدني أن 75% من مركباته خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، ما أعاق جهود الإنقاذ والإغاثة في مختلف أنحاء القطاع. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، أن “العجز يمتد ليشمل أيضاً مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين، مما يهدد حياة الجرحى والمصابين داخل المستشفيات”.

المنظمات الدولية: عجز وصمت

وفي موقف لافت، وصفت منظمة أطباء بلا حدود غياب أي مساءلة دولية لإسرائيل بأنه “صادم”، مشيرة إلى أنها عاجزة عن الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية بسبب نقص الإمدادات الأساسية والوقود، وقالت في بيان عبر منصة “إكس”: “منذ 2 مارس لم يُسمح بدخول أي مساعدات بسبب قرار إسرائيلي، فيما يُزهق المزيد من الأرواح يومياً دون أن نجد كلمات لوصف الفاجعة”.

من جهتها، أعلنت وكالة أونروا أن قطاع غزة تحول إلى “أرض يأس”، مشيرة إلى أن “هذا جوع غير مسبوق”، ودعت إلى رفع الحصار واستئناف وقف إطلاق النار فورًا، مؤكدة أن الحل يكمن في تدفق الإمدادات وضمان حماية المدنيين.

إعادة هندسة المساعدات؟

وفي تطور مثير للقلق، أشارت تقارير أممية إلى نية إسرائيل تعديل آلية توزيع المساعدات، عبر تمريرها فقط من خلال مراكز تشرف عليها، بدلاً من الأمم المتحدة. وهو ما رفضه كرينبول قائلاً: “المنظمات الإنسانية لا تحتكر إيصال المساعدات، لكن يجب ألا تكون المساعدات أداة سياسية. الأهم أن تصل إلى مستحقيها فوراً”.

 الإنسانية تحت الحصار

مع دخول الحصار شهره الثالث، وتزايد التحذيرات من مجاعة وشيكة وانهيار تام في القطاع الصحي والخدمات الأساسية، بات قطاع غزة ساحةً مفتوحةً للألم والموت البطيء. وبينما تتكدس شاحنات المساعدات خلف الحواجز، وتغلق المطابخ، وتُطفأ أجهزة الأكسجين في المستشفيات، يقف العالم أمام اختبار أخلاقي وإنساني قاسٍ فهل يتحرك قبل فوات الأوان؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button