
962 الإخباري- انطلقت اليوم الأحد، 4 أيار 2025، فعاليات “أسبوع المياه العربي السابع” في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، تحت شعار “نحو الفعالية والاستدامة في المرافق من خلال ترابط المياه والطاقة والبيئة والغذاء”. يُنظم هذا الحدث من قبل الجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا)، بالتعاون مع وزارة المياه والري الأردنية والمجلس الوزاري العربي للمياه التابع لجامعة الدول العربية، ويشهد مشاركة واسعة من دول عربية ودولية، إلى جانب مؤسسات تمويلية ومانحة معنية بقطاع المياه.
افتتح المؤتمر وزير المياه والري الأردني، المهندس رائد أبو السعود، نيابةً عن سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية. وأكد أبو السعود في كلمته على التحديات المائية التي تواجه الأردن، مشيرًا إلى أن المملكة تُعد من أكثر الدول فقرًا بالمياه. وأشار إلى الجهود المبذولة لحماية الموارد المائية، خاصة الجوفية، من خلال تنفيذ المشروع الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر في العقبة، بهدف تحقيق التوازن المستدام بين العرض والطلب على المياه.
وأوضح أن الوزارة تعمل على مدار الساعة للحد من هدر المياه ومنع الاعتداءات على مصادرها، مشيرًا إلى أن تنفيذ مشروع الناقل الوطني سيسهم في تعافي الأحواض الجوفية من الاستنزاف والضخ الجائر. كما أشار إلى الجهود المبذولة لخفض الفاقد والتوسع في الاستفادة من المصادر غير التقليدية للمياه، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، والاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة لضمان الاستخدام الفعال والمستدام لمصادر المياه.
من جانبه، أكد وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، أن انعقاد المؤتمر يعكس إدراكًا عميقًا لحقيقة أن التحديات لم تعد قطاعية، وتتطلب منهجًا تكامليًا يربط بين المياه والطاقة والبيئة والغذاء، والتي تُعد دعائم الأمن القومي العربي. وأشار إلى أن المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم تأثرًا بندرة المياه، حيث تُصنَّف 19 دولة من أصل 22 ضمن نطاق الشح المائي، وفقًا لمعايير البنك الدولي. وأضاف أن معظم الدول العربية تقع ضمن فئة الفقر الحاد في المياه، أي أقل من 500 متر مكعب للفرد سنويًا.
وشدد سويلم على أن أكثر من 90% من سكان الدول العربية يعانون من مستويات حرجة من ندرة المياه، وأن 21 دولة عربية تعتمد على موارد مائية مشتركة وعابرة للحدود، مما يضيف بعدًا جيوسياسيًا بالغ التعقيد إلى إدارة المياه. وأكد على الحاجة الملحة لتفعيل التعاون الإقليمي وفق قواعد القانون الدولي.
بدوره، أشاد وزير المياه والبيئة اليمني، المهندس توفيق الشربجي، بالتجارب المائية الأردنية والمصرية، مؤكدًا سعي اليمن للاستفادة منها في تطوير قطاع المياه والري.
من جهته، أوضح أمين عام الجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا)، المهندس خلدون الخشمان، أن هذا المؤتمر أصبح ملتقى للخبراء وصانعي القرار والقطاع الخاص العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي، بمشاركة منظمات وهيئات دولية، للتباحث وطرح الأفكار وإيجاد الحلول للتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة العربية.
ويتضمن المؤتمر 35 جلسة عمل حوارية يشارك فيها 160 خبيرًا في مجالات الحلول الذكية في تكنولوجيا المياه والصرف الصحي، التغير المناخي، التطوير المؤسسي، بناء القدرات، والتخطيط الاستراتيجي والمالي لمرافق المياه، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلى هامش افتتاح المؤتمر، أطلق وزير المياه والري الأردني، والسفير الألماني لدى الأردن، الدكتور بيرترام فون مولتكه، المكتبة الإلكترونية لوزارة المياه والري.
يُعد هذا المؤتمر منصة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال المياه، وتبادل الخبرات، وبناء القدرات، ودعم الابتكار، مع إشراك المجتمعات المحلية في إدارة الموارد المائية وحمايتها، ضمن رؤية متكاملة ومستدامة.